* فينوس ... عروس الصبـايـا ... واميرة العذارى *

Hannani Maya

Hannani Maya

عضو

عدد الرسائل : 77
تاريخ التسجيل : 15/05/2008

* فينوس ... عروس الصبـايـا ... واميرة العذارى *

بقلم

بهنـام سليمـان متي

سان دييغو ــ كاليفورنيـا ــ امريكـا

تقديم

حنـاني ميــــــا

ميونيـــخ ـــ المـانيــــــا

الأستاذ بهنـام سليمـان متي ،، ابو ذكرى ،، مربي كبير خدم التعليم اكثر من ثلاثة عقود ، وهو كاتب واديب معروف وله نتاجـات ثقافية كثيرة في العراق والمهجر ، وهو من كرمليس بمحافظة نينوى .

في مثل هذا اليوم من كل عـام ، كانت فينوس السناطي كريمة العزيزين منصور وسحر ، تحتفل بعيد ميلادهـا بين اهلهـا وذويهـا ، تتحلق حولهـا صديقاتهـا وصاحبـاتهـا ، تقطع الكعكة المتلألئة ، وتوقد شموع المحبة ، ثم تطفئهـا الواحدة تلو الأخرى بعدد سني عمرهـا ، واصوات المحتفلين من حولهـا تتعالى فرحة داعية لهـا بالعمر المديد والحياة الرغدة ، وقبلات الأعزاء تنهـال على صفحتي وجههـا مهنئة معبرة عمـا عمـا تكنه لهـا من اخوة صافية ... فينوس اليوم ،، وا اسفاه ،، ليست بيننـا ، ولم تتح لهـا الأقدار ان تكمل مشوار الحياة معنــا ... فينوس رحلت بعيدا فوق الغمـام ، لتبداء هناك حياة جديدة لا كد فيها ولا تعب ، بل سعادة غامرة ، وافراح قصوى ، وهي لم تنسى هناك يوم مولدهـا ، فقد احـاطت بهـا بـاقة من الملائكة الصغار مثلهـا ، كهالة نورانية زاهية ، وتوجت هـالتهـا باكليل من من زهور لم ترى فينوس مثله في هذه الدنيـا، واوقدت لهـا شموعـا من العاج ذبالتهـا لا تنطفئ ، ووصلت الى سمعهـا اصوات موسيقى عذبة من تراتيل سماوية طـالمـا رددتهـا في حياتهـا الأرضية ،
فينوس لا تدري مـا حل بهـا ولا تعلم بوضوح كيف انتقلت بتلك السرعة الفائقة من مجال مغناطيسي ارضي الفته وتفاعلت معه ، الى مجال اخر اكثر قوة واشد جذبـا ... كل ما تتذكره انهـا كانت برفقة امهـا ذلك النهـار في المشفى الكبير ، وان نفقـا طويلا انفتح امـامهـا فجاءة كلمح البصر ، وانهـا وجدت نفسهـا تنزلق للسير مرغمة للسير فيه ، وان اضواء بـاهرة امـامهـا كانت تستدعيهـا لمتابعتهـا والوصول اليهـا ، هي في اول النفق وقفت محتارة بين السير نحو الأمـام ، وبين العودة نحو تلك الأصوات الحنونة التي تعرفهـا كل المعرفة وتناديهـا بالحاح للرجوع الى حيث كانت تقف مع امهـا ، وقد ظلت عدة ايـام مترددة بين هذا وذاك تصارع من اجل العودة ، لكن تلك الشعلة النيرة في اخر النفق تحولت بغتة الى ايـاد ملائكية بيضاء تقدمت نحوهـا بسرعة وحملتهـا الى الأعالي بعيدا ... بعيدا حيث الفضاء الرحب اللا متناهي ... وهي تدري انهـا قد تكون خذلت والديهـا وتركتهمـا لوحدهمـا ، وتركت في النفس غصة وفي الأفئدة لوعة ، لكن الأمر ، لم يكن بيدهـا ، وان ارادة ربـانية سماوية هي التي شاءت ذلك ، وهي اليوم في ذكرى ميلادهـا ، ترى من عليائهـا هذا الجمع الكبير الذي التـاءم في بـاحة كنيستهـا من اجلهـا ، ، وتريد ان تعتذر لوالديهـا وصديقـاتهـا ، ورفيقات دربهـا عما سببته لهم جميعـا من حزن واذى دون ارادتهـا وان تزف لهم بنفس الوقت بشارة الخلاص الذي انعم بهـا الرب يسوع عليهـا فضمهـا الى ملكوته الذي وعد به اخوته الصغار وكل من حمل صليبه وتبعه ، حيث تهنـاء بالنعيم الأبدي الذي لا تعب فيه ونصب ، لا شقاء ولا تعاسة بل سعادة دائمة وراحة قصوى وفرح متواصل ، وسوف لن ينثني طيفهـا الملائكي عنهم مطلقـا بل سيكون معهم ، ويكلأهم من عـاديات الأيـام .
هذه هي فينوس الصغيرة ، عروس الصبـايـا ... واميرة العذارى جـاءت مع الربيع ورحلت معه ، وتركت زهور الرياض خلفهـا تذبل حسرة عليهـا ، وزنـابق الوديـان تبكي لوعة لفراقهـا ، فسلامـا عليهـا وتحية الوفـاء لروحهـا الطـاهرة ، وعزاء جميلا لأهلهـا ومحبيها وكل من عرفهـا حمامة بيضاء وادعة في عشهـا مغردة ، ولكنيستهـا عاملة ، ولرفيقـاتها حانية .

الرحمة وملكوت السماء لفينوس عروس الصبـايـا ... واميرة العذارى ، ولذويهـا ومحبيهـا جميل الصبر والسلوان .
ابو فرات

* فينوس ... عروس الصبـايـا ... واميرة العذارى *

1 * فينوس ... عروس الصبـايـا ... واميرة العذارى * الأربعاء سبتمبر 10, 2008 9:39 pm

Hannani Maya